صناعة الاعلام ..

بحكم دراستى للاعلام والاذاعه والتلفزيون والصحافه وغيره من وسائل الاعلام المختلفه .. كنت قد طرحت سؤالا فى محاضرة لمادة التربية الاعلاميه واستأذنت الدكتورصالح العراقى فى ان يجاوب عليه الطلبه ..

وكان السؤال عن صناعة الاعلام .. وهو :

متى يتعلم العرب والمسلمون صناعة الاعلام كما هو موجود فى المؤسسات الغربية ليكون ذو فعاليه ومؤثر ايجابى على الشعوب الغربيه ؟؟

كان هذا السؤال قد طرأ الى مسامعى بعد ان وجدت الهجوم الحاد على قناة الجزيره القطريه التى تقوم بنقل الوقائع بحياديه تامه وبمهنيه عاليه للدرجة التى ادت الى عدم حضور مبارك الى قمة الدوحه ..

فى الوقت الذى كانت فيه قناة واحده تعمل كل هذا واكتر .. لأنها فقط تنقل الحقيقه .. الا ان القنوات والصحف الغربيه ووسائل الاعلام الغربيه تصنع كما تصنع الجزيره بل وتجعل الدول الغربيه لوسائل اعلامها ميزانيه خاصه لمن يكشف عن فساد او يتحرى حقيقه فى مصلحه ما .. يريدون ان يسيروا (عدل) ..

ولكن احنا نزعل اوى ونتقمص من الحقيقه التى تقال بل ونعاتبها بالاعتقال والسجن وكتم كل راى يقول كلمه فى صالح البلد مخالفه لما هو فى العرف ..

بل يبيع الصحفيين ضمائرهم من أجل ان يصلوا الى مراتب اعلى .. ويكذبوا وينافقوا فى سيادة المحافظ وسيادة الرئيس .. واحنا مالناش غيره .. وهو الحيطه اللى بنسند عليها ..

رايت ذلك بأم عينى عندما جلست مع صحفى يعمل فى وظيفه حكوميه .. قال لابد ان اقلب الحقائق (وكانت القضيه المتحدث عنها قضية حزب الله ) لكى اجعلها فى مصلحتى وحتى لا افصل من وظيفتى ويرضى عنى رئيس المصلحه الحكوميه والمحافظ .. والموضوع كله انه بدل ما يكتب عن معاناه اهالى معتقلى التنظيم المصرى المدعى عليه حزب الله ..

كتب "انهم يناشدون الرئيس ويصرخون من اعماق قلوبهم لان يحل لهم المشكله .. وانهم اخطأوا ويجب ان يصفح الرئيس عنهم" .. مع ان الناس مش قالت كده خالص ..
كنت فى رفح .. ايام احداث غزه وكان يقف معى مصور من رويتروز امريكى الاصل هو .. كان يعلق على احداث غزه ويقول لى .. ان اليهود يلجأون الى امريكا ويستعطفونها بمذبحة الهلوكوست ويكتسبون منها تعاطف شعبى كبير جدا من كل الدول الغربيه والاوروبيه .. ولهذا يقف جميع الاوروبين والامريكان خلفهم .. ويقسم لى بالله ويقول " لوكنا نملك مشهد كمشهد محمد الدرة لاستطعنا ان نجمع تعاطف العالم كله بالاعلام ولوقف العالم كله خلف قضيتنا " .. ولكن انتم يا عرب "اخذ يتكلم باستهزاء " .. لا تحسنون صنع اعلامكم .. ولا تحسنون ان تجتذبوا العالم فى صفوفكم .. بل تحسنون وتبذلون ما فى وسعكم تبييض وجوه حكامكم وجذبهم الى شعوبهم .. ونسيتم قضيتكم الاساسيه .. ذكرته بان لنا قضيه وان لنا ارض ندافع عنها .. وان لنا حقا يسلب وسيرجع فى يوما من الايام .. قسما بالله ان كلامه .. كان يكلمنى العربيه بالمتكسر .. اثر فى بطريقه غير عاديه ... كاد ان يعطينى دافع لمائة عام ان اصلح واغير افكار كثيره جدا .. وللعلم كلام هذا الرجل .. كان رد فعلى عليه هو تغطيتى لاحداث معبر رفح وما يحدث على المعبر بالصور يوميا ونشرته على المدونه .. فهذا ما بوسعى ..

اهذا اعلام .. اهذا هو الصدق .. اهذه هيا الحقيقه .. اهذه هيا شرف المهنه .. متى نصل الى اعلام محترم يراعى كل فينا ضميره .. نتكلم عن كل شئ .. نفتح الملفات المغلقه .. ننتصر للاسلام .. نسلط الضوء على الغامض .. نوضح الحقيقه .. نهزم الباطل .. نؤثر فى المجتمعات بايجابياتنا .. نناصر المظلوم .. ونقتص من الظالم ..نفتش عن التقصير ..نبتغى الصدق ولا نرضى به بدلا

سلامى اليكم,..