- أب فلسطيني طلب من الجندي جلب الماء لأطفاله فضربه بالهراوة على ذراعه وجندي أخر ينهال على امرأة بالضرب حتى سقطت منها طفلتها .
- السلطات المصرية أغلقت بوابات المعبر وطلبت من المسافرين رمي حقائبهم من فوقها لتتمزق وتتناثر محتوياتها على الأرض.
- الجنود كانوا يطلبون بألسنتهم " النقود " من الفلسطينيين و" الحمالين " استغلوهم ونهبوا نقودهم مقابل حمل حقائبهم وإغراضهم.
ما الذي يحدث هنا ؟ وهل هذه بالفعل هي الساحة المواجهة لبوابات معبر رفح البري ؟ أم أن الحواجز الإسرائيلية وما يحدث عليها من معاناة وإذلال قد انتقلت إلى هذا المكان !!
فبنظرة واحدة على ما يحدث الآن أمام معبر رفح البري لا تصدق أن هذا يحدث في اكبر دولة عربية هي " مصر " ولا تستطيع أن تستوعب أن هؤلاء المعذبين تحت أشعة الشمس اللاهبة هم عرب ومسلمين ولكن يبدو أن كل ذنبهم إنهم يحملون الجنسية الفلسطينية ، ولذا فقد كتب عليهم أن يحملوا حقائبهم في منافي البلاد وسط عذابات لا تنتهي وإذلال متعمد ولكن هذه المرة بأيدي عربية وللأسف " مصرية " لأسباب تبدو مجهولة تماما حتى اللحظة؟!.
...."سيتم فتح معبر رفح من اجل تخفيف المعاناة على الأشقاء الفلسطينيين وتمكين المواطنين الفلسطينيين من السفر في كلا الاتجاهين المصري والفلسطيني بكل سهولة ويسر "هذا ما أعلنته السلطات المصرية قبيل فتح المعبر بأيام .
ولكن ما أن جاء يوم السبت حتى تبخرت هذه الوعود وكانت الصورة أمام معبر رفح البري متناقضة تماما مع التصريحات السابقة ، صورة محزنة ومؤسفة تماما وتدعو للأسى بكل معنى الكلمة ، عبرت بصدق عن ذكرى مؤلمة ستحملها ذاكرة كل من مروا من هنا في طريقهم إلى الوطن الفلسطيني بقطاع غزة .
السبت.. المشهد أول
السبت 27/ 6 ..الساعة السابعة صباحا وآلاف الفلسطينيين يحتشدون بالقرب من بوابات معبر رفح البري ، جميعهم توافدوا ليل الجمعة قادمين من كافة العواصم العربية والأجنبية مواطنين وطلاب يرغبون بقضاء فترة الإجازات في أحضان الوطن وسط ديارهم وبين أهلهم ، جاءوا وقد سبقتهم أشواقهم المفعمة بالذكريات ، مدثرين بالحنين بعد طول غياب عن الأهل والوطن والبيوت ، وكلهم رغبة وأمل في أن تفتح أمامهم الأبواب المغلقة ليشرعوا نوافذ قلوبهم نحو غزة التي اكتوت بنيرات حربا صهيونية بشعة دمرت خلفها الأخضر واليابس وتركت في كل بيت فلسطيني صورة لشخص كان يحيا بجنباته قبل أن تلقي الحرب الصهيونية أوزارها ،جاءوا من عواصم بعيدة ليجففوا دموع لم تزل باقية و لم تجف في عيون أهلهم وأحبتهم ، وليرسموا ابتسامة أمل جديدة فوق وجوه أعياها الحزن وأنهكها الم الخسارات في المال والأولاد والأشقاء والأرض والبيوت.
تجمعوا أمام بوابة المعبر مع أطفالهم الصغار الذين لم يروا ارض فلسطين من قبل ،لكل واحد منهم حكاية ، وان كانت كافة حكاياهم تتشابك وتتعانق في بوتقة الغربة القاسية بكل عذاباتها وفراق الأهل والأحبة قسرا والأشواق الجارفة لوطن لم يروه من قبل أو أحبة باعدت بينهم السنوات الطويلة والحدود المغلقة عبر زمن رديء لتأتي عودتهم المنتظرة اليوم إلى أحضان الوطن كعودة طيور الشمال التي عادت إلى حضن الوطن بعيد رحلة شتائية باردة تجمدت فيها الأطراف واكتوت بنار عذاباتها المشاعر.
الأصوات تتعالى وثمة إرهاق يعتلي الوجوه من جراء رحلة السفر الطويلة ، وأيادي تتقاذف الحقائب التي تحمل بعض من الهدايا لمن ينتظرون هناك خلف الحدود القريبة ، وصرخات ترجو الصبية الذين بادروا بحمل الأجهزة الكهربائية من ثلاجات وبوتاجازات ومراوح وغيرها أن يكونوا أكثر رحمة بها فهي نتاج سنوات من الغربة لا يريدون لها أن تتحطم وهي لم تصل بعد إلى ديارهم.
المشهد الثاني
اقتربت الساعة من الثامنة والنصف صباحا وعلى مقربة من بوابات معبر رفح بنحو 200 متر يصطف العشرات من قوات الأمن المركزي المصرية يحملون الدروع والهراوات ويقفون في صفين بصورة عرضية ليغلقوا الساحة المواجهة لبوابات المعبر تماما ليصبح المعبر من خلفهم ومن أمامهم الآلاف من الفلسطينيين المسافرين باتجاه قطاع غزة بمرافقة المئات من الحقائب والأجهزة الكهربائية المختلفة والمحمولة على عربات " كاروا" تجرها الحمير، في مشهد بدأ وكان اليوم هو يوم الحشر العظيم ، فالمنطقة التي يتواجد بها العالقين معزولة تماما لا يوجد فيها أي محلات ، وقد نفذ الماء والطعام فتعالت صرخات الأطفال والصغار وبدأت الشمس اشراقتها لتتعامد بعد قليل أشعتها اللاهبة فوق رؤوس الجميع ، بينما قوات الشرطة المصرية تغلق الطريق تماما أمام حركة الوصول إلى بوابات المعبر ، ولا جدوى من صراخ الأطفال جوعا وعطشا ولا رحمة لكبار السن من الرجال والنساء الذين أصابهم الوهن والدوار من جراء الشمس الحارقة ، وثمة صورة ذكرتني بالحواجز الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والتي يلاقي خلفها الفلسطينيين كل صور المعاناة حينما هم احد الآباء بالطلب من جندي كان يقف أمامه السماح له بالوصول إلى بوابة المعبر لتدبير زجاجة مياه لكون أن أبناءه قد اشرفوا على الموت من جراء العطش الشديد إلا أن الشرطي رفض طلبه وإمام إلحاح من الرجل الذي يحاول إنقاذ حياة أطفاله بقطرة ماء عاجله الشرطة بضربة على ذراعه بالهراوة الخشبية التي يحملها بيده طالبا منه الابتعاد والعودة إلى الخلف على مرأى من الضابط الذي لم يحرك ساكنا أما هذا الموقف الإنساني الذي تصرف حياله الجندي بكل الغباء الذي لم يخلو من الغطرسة والقسوة .
المشهد الثالث
تجاوزت الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق والوجوه تتصصب عرقا والتعب والمعاناة أصابت الناس بالتوتر والضجر وما زالت صفوف قوات الشرطة المصرية تمنع وصول العالقين الفلسطينيين من الوصول إلى بوابة المعبر وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف جاءت الأوامر المصرية بالسماح لنحو300 من الفلسطينيين بتخطي الحاجزين الأمنيين للوصول إلى بوابات المعبر المغلقة وفي المسافة ما بين الحاجز الأمني والبوابة برزت معاناة الناس في حمل حقائبهم الثقيلة التي آخذوا يجرونها على الأرض فتقطعت أيديها وتمزق الكثير منها وعندها اخذ " الحمالين المصريين " في فرض شروطهم وطلباتهم لمساعدة العالقين في حمل حقائبهم ، والذين تعرضوا لشتى أنواع الاستغلال المادي البشع من حفنة من الصبية والحمالين " الصعايدة " الذين اعتبروا العالقين بمثابة الكنز فحاول كل منهم نهب ما يستطيع منهم دون رحمة أو إنسانية، لتكون المفاجأة التي اقل ما يقال عنها إنها فضيحة إنسانية عندما رفضت السلطات المصرية فتح البوابات أمام العالقين الفلسطينيين ليدخلوا مع حقائبهم وأغراضهم إلى ساحة المعبر واكتفوا بفتح بوابة صغيره لا يتجاوز عرضها مترا واحدا لمرور الأفراد أما الحقائب فقالوا لهم " ارموها من فوق البوابات " لتبدأ مرحلة أخرى من الاستغلال والابتزاز المادي كان أبطالها " الحمالين الصعايدة " وجنود الأمن الذين كانوا يطلبون من الفلسطينيين النقود بألسنتهم مقابل السماح لهم بالدخول إلى المعبر" وقد رصدت الحقيقة الدولية " هذه المشاهد بالصور الفوتوغرافية والفيديو المرافقة لهذا التقرير".
... وبعد نحو ساعتين من المعاناة والمعاملة الغير إنسانية تمكنت الدفعة الأولى من العالقين بتجاوز بوابات المعبر بعد أن قام " الحمالين " برمي حقائبهم من فوق بوابات المعبر لتنزل على الأرض وقد تمزقت غالبيتها وتناثرت محتوياتها على الأرض في صورة فوضوية محزنة.
ثم توالى وصول الدفعة الثانية والثالثة بنفس الإجراءات وصور المعاناة والاستغلال والابتزاز بكافة صوره وفظائعه دون رحمة أو شفقة ، وعلى البوابات تكررت المشادات الكلامية وبالأيدي أحيانا بين العالقين الفلسطينيين و" الحمالين المصريين " الذي بدءوا يغالوا في طلباتهم ويفرضون تقاضي مبلغ (50) جنيها مصريا على كل حقيبة يقومون برفعها ورميها من فوق بوابة المعبر، كما حدثت عدة مشادات كلامية وملاسنات بين فلسطينيين وضباط الشرطة على البوابات لعدم السماح لهم بالمرور رغم الحالة الصحية الصعبة التي يعاني منها أطفالهم، وفي موقف اشد وطأة حاولت امرأة فلسطينية تحمل طفلتها الصغيرة الاقتراب من بوابة المعبر فقام احد الجنود المتواجدين على البوابة بدفعها بالدرع الزجاجي بينما انهال عليها جندي أخر بالهراوة وقام بضربها على ظهرها بقسوة فسقطت منها طفلتها على الأرض ، ومن شدة الألم بدت المرأة في البكاء والصراخ وهي ترفع أياديها نحو السماء قائلة " حسبي الله ونعم الوكيل فيكم ". بينما اكتفى ضابط برتبة " عقيد " بتوبيخ الجندي قائلا له " أنت حمار إيه اللي أنت عملته ده ، عايز تفضحنا ماتعملش كده تاني".
توقف الدخول
الفوضى العارمة تسيطر على المكان بعد أن أصبح مرور العالقين مولد بالنسبة لجنود الأمن الذين امتلأت جيوبهم بأموال العالقين الفلسطينيين تحت عوامل الاستغلال والابتزاز ، وقد وصلت الساعة إلى الرابعة عصرا وما زالت الحواجز الأمنية بالقرب من بوابة المعبر وخلفها نحو 2500 من الفلسطينيين كانوا يأملون في العبور هذا النهار إلى قطاع غزة إلا أن الأوامر الأمنية قد صدرت بالتوقف عن إدخال الأفراد إلى المعبر لمساء اليوم الأول لفتح المعبر ليضطر المئات من العالقين بالنزوح باتجاه مدينة العريش بينما افترش البقية الأرض تحت مظلة السيارات ليبيتوا ليلتهم في العراء انتظارا للمرور خلال اليوم الثاني وقد أسدل الليل أستارة بينما أصوات الأطفال والكبار الذين أنهكهم التعب وأعياهم الانتظار بقيت لتشكوا إلى ربها ظلم وجبروت " الأشقاء " الذين لم يرحموا معاناتهم تلك التي تجرعوها طوال رحلة السفر ولم ترق قلوبهم لصراخ الصغار جوعا وعطشا في هذا المكان المكفهر حيث يوجد "معبر رفح البري " على الحدود المصرية مع قطاع غزة المحاصر.
الأحد . ثاني أيام فتح المعبر
من جديد أشرقت شمس يوم الأحد ثاني أيام فتح المعبر منذ ساعات الصباح حيث بدأت السيارات المحملة بالمواطنين الفلسطينيين والأخرى المحملة بحقائبهم وإغراضهم في التوافد باتجاه بوابات الدخول إلا إنهم اصطدموا بنفس الحواجز البشرية التي أقامها جنود قوات الأمن المركزي المصرية لتتواصل سلسلة المعاناة التي كانت قد بدأت ، حيث تم احتجاز العالقين حتى الساعة العاشرة صباحا ومن ثم تم السماح لدفعة منهم بالمرور والوصول إلى بوابات المعبر ليتجدد نفس سيناريو اليوم الأول ، بوابة صغيرة لمرور الأفراد ، والحقائب يتم رميها من فوق البوابات لتنفجر وتخرج أحشاءها فور اصطدامها بالأرض ، وغضب شديد يجتاح اصطحابها وسط دهشتهم من إصرار السلطات على رمي الحقائب من فوق البوابات دون السماح بفتح بوابة تخصص لإدخال الحقائب بصورة حضارية وإنسانية ، ولكن لا احد يستجيب بينما الفوضى والعشوائية مستمرة والحقائب يختلط بعضها ببعض لتبدأ معاناة جديدة خلال رحلة المسافرين للبحث عن حقائبهم التي تفجرت غالبيتها واختلطت محتوياتها يبعضها.
ليتني ما جئت إلى هنا ؟!
وبغضب شديد قالت السيدة " سهام أبو دلو " فلسطينية قادمة من دولة الإمارات المتحدة: " اعمل معلمة بإمارة رأس الخيمة وجئت لقضاء الإجازة مع أهلي بحي الرمال بغزة ، وبعد غياب 8 سنوات عنهم عدت وأنا احمل معي بعض الهدايا لأبي وأمي وإخوتي ولكن كما ترى الشرطة لم تسمح لنا بإدخال الحقائب معنا فتم رميها من فوق البوابة فانفجرت وتحطمت الهدايا التي دفعت فيها دم قلبي ، زجاجات عطر غالية الثمن وأجهزة وعدة كاميرات وموبايلات طلبها مني أشقائي تحطمت غالبيتها وضاع بعضها في الزحام.
لا ادري لماذا يتعاملون معنا بهذه الطريقة ؟ هل كتب على الإنسان الفلسطيني أن يعيش ذليلا تحت الاحتلال الإسرائيلي وأيضا في مطارات ومواني العرب ، نحن والله عرب ومسلمين" نشهد أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله". فأين هي الإنسانية والرحمة التي هي فوق العدل؟
وبحرقة شديدة أضافت " والله لو اعرف أنني سأتعرض لكل هذه المهانة قبل خروجي من الإمارات لما خرجت ولا جئت إلى هنا لأرى هذه الصورة المحزنة من إخوة لنا في الدين والعروبة ".
معاناة أردنية
خرجت من الأردن عصرا ووصلت إلى رفح فجر أمس من خلال ميناء نويبع في طريقي لزيارة أهلي في غزة بعد حرماني من رؤيتهم لمدة 33 سنة ولكن ليتني ما جئت إلى هنا رغم اشتياقي ولهفتي لرؤية أهلي ، هكذا قالت السيدة الأردنية " أم رشاد " من حي القويسمة بالعاصمة الأردنية عمان ".
وأضافت قائلة :"ما هذا الذي يحدث هنا في معبر رفح لقد سمعت كثيرا عن هذا المعبر ولكني لم أتخيل أن تكون الحال بهذا السوء ، انظر من حولي فأرى إنني محاطة بالجنود من كل مكان ، جميعهم يدفعوننا بدروعهم ويرفعون أصواتهم علينا وكأننا أعداء لهم دون أي مبررات لماذا ؟
لا اخفي عليك صدمتي الشديدة في الأخوان المصريين رغم موقفهم العظيم مع أهلنا في غزة خلال العدوان ولكن ما يحدث اليوم شيء مؤسف ، يذكرني بمهانة الفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية !!
استغلال وابتزاز
أما الحاج " محمد الزعنون " فقد علا صوته صارخا " حرام عليكوا يا ناس خافوا الله ، أحنا شو يهود " كان قد أعطى " الحمالين من الصعايدة " مبلغ 150 جنيه مقابل حمل حقائب لمسافة تبلغ نحو 200 متر – من حاجز الأمن حتى بوابة المعبر " إلا انه فوجئ إنهم يطلبون منه مبلغ 300 جنة فوق ال150 الأخرى بحجة إنهم اتفقوا معه أن كل حقيبة سيتم مقابلها 150جنيها ".
فثارت ثورته وشعر بان هؤلاء الحمالين يريدون استغلاله وابتزازه مستغلين عدم قدرته على حمل هذه الحقائب الثقيلة ، وعندما شكا للضابط المتواجد بالقرب من بوابة المعبر قال له " حل مشكلتك معاهم أنا مليش دعوة أنا لي شغلي بما يخص المعبر فقط " .
دموع يارا
ولم تكن هذه هي الصورة الوحيدة لاستغلال المسافرين فقد جلست " يارا يوسف " طالبة بجامعة 6 أكتوبر على إحدى حقائبها الخمس لتبكي بحركة وعندما اقتربت منها " لسه عايش " قالت :" لقد تعرضت للإستغلال منذ بداية خروجي من مدينة 6 أكتوبر حيث ادرس هناك بالجامعة فبعد أن اتفقت مع السائق أنا واثنتين من زميلاتي على دفع مبلغ 700 جنية ليقوم بتوصيلنا إلى المعبر فوجئنا به يتوقف بالطريق الصحراوي متعللا بان شيء ما حدث بالسيارة نتيجة الحمل الزائد وان حقائبنا هي السبب في ذلك وطلب منا نحن الثلاثة المساهمة في دفع قيمة الجزء الذي تعطل بالسيارة وفرض علينا دفع مبلغ 1000 جنية إضافة إلى ال700 جنيه الأخرى المتفق عليها وعند وصولنا إلى المعبر ذهبت إلى احد الضباط وشكوت له ما حدث من السائق بعد أن أعطيته رقم السيارة إلا انه تعامل معي باستخفاف شديد وقال " تستاهلوا إيه اللي خلاكوا تدفعوا له من الأول ".
وتضيف الطالبة الفلسطينية " يارا يوسف ":" فوجئت أمام المعبر أن الجنود لا يسمحون لنا ولا للسيارات بالوصول إلى بوابة المعبر وان هناك " شيالين " يحملون الحقائب مقابل المال خاصة وان قدمي اليمنى بها كسر ولا استطيع حمل حتى جهاز اللاب توب ، وقد اتفقت معهم على أن ادفع مبلغ 100 جنية بعد أن قاموا بتوصيل حقائبي لداخل المعبر حيث يقومون برمي الحقائب من فوق البوابة إلا إنهم تكاثروا علي ليحاولوا أن يقنعوني بأنهم اتفقوا معي أن كل حقيبة عليها 100جنية أي إنهم يريدون مني أن ادفع لهم 500 جنية مقابل إل 5 حقائب وعندما رفضت ذلك استغل احدهم إنني افتح حقبة يدي أمامه وخطف منها مبلغ 100 دولار واختفى بين الزحام ، ولم يعد معي سوى مبلغ 150 جنية فكيف سأدفع المغادرة وأجرة الوصول إلى غزة ".
وفي نهاية اليوم الثاني من فتح المعبر أمام العالقين الفلسطينيين اقتربت "لسه عايش"من احد الجنود المتواجدين على بوابة المعبر لتسأله عن حصيلة ما تلقاه من نقود على مدي اليوم وأمس فقال بسعادة غامرة :" ربنا كرمني أوي في يومين جبت إلف و695 جنيه من الهوا ، كده وأنت واقف تلاقي الفلوس بتنزل عليك من السما ، يلا نعمة من ربنا ". فبادرته بالسؤال : نعمة أم استغلال لعملك الذي يمنعك من طلب النقود من المدنين لأنك رجل عسكري وتمارس عملك هنا؟ فقال باضطراب :" إيه ياعم أنت ، أنت جاي تحاسبني ولا إيه ؟ هو أنا بس اللي باخد فلوس من الفلسطينيين ما قدامك الكل بياخد اهه يعني جت علنا أنا وبقت حرام واستغلال ياعم كبر دماغك ، وبعدين دول ناس مبسوطين ومعاهم فلوس ياما ، قول يا باسط ".
كانت هذه صور حية من سجل معبر رفح المتخم بعشرات الصور الأشد إيلاما ، والتي رصدتها "الحقيقة الدوليه" بالصوت والصورة لتكون الشاهد الأقرب على معاناة العالقين الفلسطينيين هنا على بوابات معبر رفح البري وعلى مرمى حجر من وطنهم المحاصر برا وبحرا وجوا .
فيديو يوضح لكم حجم المأساه على المعبر .. حصار امنى . وتعامل الفلسطينين بالجزم
صور من امام المعبر .. ننقل لكم الحدث كما هو
هناك ٦ تعليقات:
لا حول و لا قوة الا بالله
حسبنا الله و نعم الوكيل
يخرب بيت البهايم اللي اسمهم عساكر أمن مركزي دول
عمرهم ما حيفهموا و لا يحسوا
نقول ايه
حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير
جزاكم الله كل خير على النقل المميز للاحداث
لا حول و لا قوة الا بالله
حسبنا الله و نعم الوكيل
يخرب بيت البهايم اللي اسمهم عساكر أمن مركزي دول
عمرهم ما حيفهموا و لا يحسوا
يا عالم انقذوا مصر صارت سمعت حوكومتها و شعبها في الحضيض
صارت تشبه معاملتها للفلسطينين بمعاملة اسرائل للفلسطينين
والكم هدا شعب لازم ندعمه و انساعده مش انذله و ننصب عليه
ان الحكومة المصرية مثل الطفل القليل الادب اذا بتواسخ على اهله فهما احرار اما لما يتواسخ على الجيران واجب على اهله ان يربوه
والله حرام اللة يمسية بالخير الواء يوسف محمود صالح كان استحالة عساكرة يعملو كدةبس الغلط من الفلسطينين هما اللي سمحولهم بكدةوغصب عنهم حسبي الله ونعم الوكيل وانشاء الله هتنضف الداخلية كلها
إرسال تعليق