لأول مره على مدونتى أنشر شئ يكتبه القراء ، او يرسله لى أحد القراء ، فا انا دائما ما اضع صورى وكتاباتى وتغطياتى هنا على مدونتى ، ولا يكتب احد غيرى .. وعرض عليا الكثيرين ان انشر ما يكتبون وانا دائما ما أرد بان هذه المدونه شخصيه وليست موقعا ينشر اراء الاخرين ، وتستطيع ان تنشئ مدونه للتعبير فيه عن رأيك .
ولكن هذه المره تختلف ، فالرساله من القدس وبالتحديد من حى (..) القدس ، من الاخت ن.ح ، تذكر انها تتابع المدونه وتريد أن تكون صحفية ، وطالبة بكلية اللغة العربيه بالقدس ، لا أريد أن اذكر تفاصيل أكثر عنها حيث ان الاجهزه الامنيه العبساويه خلفها بالمرصاد ، وان شاء الله سوف انشر لكم حلقات لها بعد طلب منها ، كيف انها تتعامل مع هذه الاجهزه وكيف ان حالة القدس تغيرت الى الاسوأ ، وكيف ان هذه الاجهزه تعتقل كل من يقول ربى الله ورسولى محمد ، وكيف وكيف وكيف ، وأذكر انى لسه عايش ، باقولها للحكومه فى مصر ولأى ظالم عربى سواء كان مصرى أو حتى فلسطينى :)
انشر لها قصه او حوار حقيقى حدث مع ابن أسير اسمه البراء ، تعالوا نرى ماذا حدث وماذا كتبت .
أمسكَ بيدي وقال (تعالي يا أختي نجلسُ وحدنا) ، لستُ أخته لكنني حظيت بهذا اللقب منذ أكثر من عام فأنا أخته التي حرمه العدو منها وأنا أخته التي لا يراها سوى في المناسبات. جلستُ واياه وحدنا وبدأ يحدثني عن مغامراته في الحي والبيت ، تحدثنا كثيراً إلى أن سألته متى رمضان؟ أجاب بعد اسبوع أما أنا فقلت له (لا سيأتي بعد غد)انشر لها قصه او حوار حقيقى حدث مع ابن أسير اسمه البراء ، تعالوا نرى ماذا حدث وماذا كتبت .
رأيت البسمة تزين محياه ثم قال :- سيعود والدي في نصف رمضان.
سألته ـ وأنا أعلم ـ كم محكومٌ على والدك بالسجن؟
قال : ـ ثلاثة مؤبدات
قلتُ : ـ ثلات مؤبدات !! وكم تساوي من السنين؟
في البداية احتار ثم قال : ــ نصف حياة والدي ، أي أن المؤبد يعادل نصف حياة أبي.
ابتسمت وقلت له : ـ وكم تعادل نصف حياة والدك من الايام؟؟
نظر إلي باستغراب ثم قال: ــ أما تعلمين؟ سأقول لكِ.
رفع أنامله العشرة وبدأ يعد " يوم ويوم ويوم ... إلى أن اتم العشرة أيام ثم بدأ بالعد من جديد وأسبوع وأسبوع واسبوع وبعد أن أتم العشرة أسابيع أكمل عده وشهر وشهر وشهر...."
نظرت إلى أنامله الصغيرة وقلت في نفسي " ليت قضبان سجن والدك يا براء لينة كمثل اناملك تعلو وتنزل كلما جاء دور احداها في العد"
لم ييأس من عده إلى أن وصل لسنتان وسنتان وسنتان وعندما انهى عشرة قال : هذا يكفي ، عندما تنتهي كل هذه الأيام والأسابيع والشهور والسنين سيخرج أبي من سجنه)
ابتسمت لأحلامه ثم قلت : وهل تنتهي كل هذه المدة في نصف رمضان؟؟
أجاب بكل ثقة : طبعاً.
براء الذي بات حلمه هدم جدران السجن هو نفسه ابن السبعة أعوام ينتظر رمضان في لهف كي يحقق حلمه ويجلس لو لمرة واحدة على مائدة الافطار مع والده. براء لا يغيب عنه أن مئات السنين تفصله عن مائدة الافطار تلك لكن براءته المزروعة في اسمه أعطته وميضاً من الأمل ليزرع في قلوب الآخرين التفاؤل بوجبة إفطار شهية تمحو كل كؤوس الحنظل التي تجرعوها لسنين.
سنعود لبداية القصة.
في لهف تخطى براء حواجز المئة وثمانون كيلو متر ليصل إلى والده وهناك على أعتاب السجن سأل براء والده قائلاً : أبي متى ستخرج من سجنك ؟
نظر الأب لابنه ولم تصدمه الكلمات ثم أجاب بلهجة صابر مشتاق: عما قريب بإذن الله.
قال براء بأحرفه المتسارعه : يا الله قلي متى ستخرج من سجنك؟؟
أعاد الوالد كلماته وقال : عما قريب بإذن الله ، إلا أن براء قال مقاطعا والده :لا تشغل بالك أنا أعلم سأخبرك ، سوف تخرج من سجنك في منتصف رمضان القادم.
إلى هنا أغلق المسرح ستائره وأكمل الجمهور النائم نومه أما براء فبقي واقفاً على خشبة المسرح ينتظر رمضان ليكمل دوره في الحياة علَّ بضع نسمات عند الغروب تحمل له خبر إنهيار قضبان سجن والده.