الثلاثاء، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٠

حينما كنت على خطوط النار .. فى ذكرى حرب غزه أكتب : ذكرى أول وثانى ايام الحرب


فى ذكرى حرب غزه .. سأتحدث عن أول وثانى يوم فى حرب غزه .. لان لحرب غزه ذكرى خاصه لى حيث انها علمتنى الكثير والكثير بل استفدت من التجارب ما أستعيده الان .. دعونا نبدا من البدايه الى النهايه نحكى قصه ذكرى .. خاصه بى فى حرب غزه
- كان الصباح فى ذلك اليوم 27 ديسمبر عاديا جدا استيقظت من نومى ذهبت كليتى (كلية الاعلام ) فى جامعه سيناء وقتها ودخلت المحاضره .. فى الساعه العاشره حتى جاءت الساعه الحاديه عشر وفوجئت برساله ترن على الهاتف فتحت الرساله وجدتها من الجزيره موبايل أخذت قراءتها حيث كانت تقول ان هناك خبر قصف جوازات الشرطه بغزه وان هناك حوالى 27 شهيدا مره واحده لم أصدق عينى .. بعد قليل وجدت رساله من أحد أصدقائى بغزة كانت تقول (عمر .. دعواتكم الحرب كبيره جدا ونحن على الرباط ) وقتها لم اسكت .. وفتحت موقع الجزيره لارى الخبر من على الموبايل وبدات فى قراءته احمر وجهى بعض الشئ واستجمعت نفسى أن استئذن الدكتور اللغه العربيه - أحمد عوين وقلت بصوت جهورى بعد اذنك يا دكتور
الدكتور : اتفضل يا ابنى
انا : انا هستئذن حضرتك انى اقول خبر عاجل
طبعا الكل بدا فى الاستماع والاهتمام لى بما سأقول ..
الدكتور : اتفضل
انا : فيه خبر عاجل ان غزه اتقصفت ومات 27 شهيد حتى الان واعداد الجرحى كتيير وان القصف متواصل واولمرت أعلنها حرب .. حابب كمان اذكركم ان غزه دى بعيده عننا 40 كيلوا بس
الطلبه : انت عرفت ازاى
مين اللى قالك
ازاى ده
مصر فين
الطلبه اللى من رفح : ياربى احنا مش هننام الليله
الدكتور : اتفضل يا ابنى
واستئذنت الدكتور فى الخروج .. ذهبت الى مكتب العميد لاجد المعيدين أمامى
عرفتى اللى حصل يا دكتوره .. غزه حصلها كذا كذا كذا
وفتحنا التلفزيون بتاع الكليه وبدأنا فى الاستماع للنشره
واستئذنت العميد فى وقفه حداد نقفها حدادا على روح الشهداء فوافق لى آنذاك
وكانت كل المحاضرات طوال الاسبوع تقف حدادا على روح الشهداء الذين يتساقطون كل يوم
وذهبت الى رعايه الشباب وقلت لهم : عايزين نتبرع بالدم ، وياريت توفرلنا أتوبيسين نطلع بيهم من الجامعه للمستشفى خاصه ان مستشفى العريش أول مستشفى تستقبل الجرحى من غزه ، وقال لى انتظر عندما اخذ موافقه قلت له لم يعد هناك اى وقت وأخذت فى التحايل عليه واجرى اتصالاته برئيس الجامعه ونائب رئيس الجامعه .. وخرجت من مبنى رعايه الشباب ووجدت الطلبه الفلسطينين حزانى وتحدثت بصوت جهورى فى وسط الجامعه عن ذهاب اتوبيسين الى مستشفى العريش لمن يريد أن يتبرع بالدم .. كل الطلبه لبوا النداء بنات وأولاد
دكاتره ومعيدين كله كله ..
واى طالب يدعوا زميله .. حتى امتلاء الاتوبيسين على الاخر واضطرت اداره الجامعه لاستئجار اتوبيس ثالث ..
وذهبنا الى مستشفى العريش
وكانت جامعه سيناء وقتها او مؤسسه فى العريش تقدم مساعده طبيه لاهل غزه وتبرعنا بالدم والطلبه كانوا يدفعون من جيوبيهم لشراء العصير
وأتذكر وقتها انن حينما تبرعت بالدم (أغمى علي ) وشربونى وقتها أكثر من عبوه عصير نظرا للارهاق التى تعرضت له اليوم .. تركت المستشفى بعد أن تبرعت بالدم وذهبت الى الشقه التى أقطن بها مع طلبه من الجامعه وكان حديث الشقه عن حرب غزه وتأثيرها على العريش والجامعه وسير الامتحانات وغيرها .
اتصال هاتفى فى المغرب من احد الاخوان لى انا واخوانى .. تعالوا الان (فى مكان ما )
ذهبنا
وكنا نحمل وقتها المعونات التى كانت مخزنه من وقت طويل وكانت تنتظر الدخول ولكن الحصار حال بينهم ونضعها على سيارات كبيره كانت تذهب الى المعبر وكان المعبر مغلق وقتها ولم يفتح الا بعد ثلاث ايام من بداية الحرب
وتركنا المكان بعد تعب شديد فى ذلك اليوم
نمت وانا لم أنم ..
أحس اننى أستمع الى صوت الطيران بجوارى .. كنت أفكر ماذا افعل ؟
وكيف أفعل ؟
ومع من ؟
لم انم الليله واستيقظت الفجر وذهبت الى المسجد ودعا شيخ المسجد لغزه .. حيث ان اغلب العرايشيه يرتبطون باهل غزه كثيرا ويعتبرونهم اولاد عم .
كان كل حديث سائقى التاكسى عن غزه وما يحدث فيها
استيقظت ثانى يوم .. وذهبت الى الجامعه ولم أحضر أى محاضره بل عزمت أن افعل شيئا جديدا اوصل بها الرساله ذهبت الى مكتب عميد الكليه طلبت منه عقد مؤتمر برعايه كليه اعلام عن حرب غزه ودور مصر فى نصرة غزه فى القاعه الكبرى بالجامعه .. قال لى ساقدم طلبك الى رئيس الجامعه .. ولكنه للاسف لم يوافق وبرر ذلك بخوفه بترديد شعارات معاديه وغيرها من الاسباب المجهوله والمتعلقه بالامن .
لم أسكت حركت معيدات الكليه على العميد .. تحدثت مع الطلبه الفلسطينين عن رفض العميد لعقد المؤتمر .. وعن عدم امكانيه سكوتهم وعن حقهم فى التعبير وان ما سنفعله هو اقل شئ فى تقديم العزاء لهؤلاء .. ذهب الفلسطينين بربطه معلم كنت انا اتقدمهم وذهبنا الى نائب رئيس الجامعه أسامه راتب لترتيب مؤتمر فى قاعه المؤتمرات الكبرى بالجامعه أصر رافضا .. هددنا باعتصام امام مبنى الاداره للموافقه ..
ولكنه واصل رفضه ..
وقتها كان كل الطلبه ثائرين وساعدنى على ذلك قرب العريش من غزه والقرابه التى تربط العرايشيه باهل غزه ..
وقفنا امام مبنى الاداره ورفعنا العلم الفلسطينى .. حتى التم حولنا الطلبه وكنا حوالى 200 طالب وبدأت انا بالهتاف .. كنت الصراحه اول مره اهتف أو اقود مظاهره او غير ذلك ..
دائما كان دورى هو التصوير فى اى مظاهره اذهبها ..
هتفت وقولت عالقدس رايحين .. شهداء بالملايين
ثم اشتعل الوضع من حولى وبدا الجميع بالهتاف وتركت الهتاف لمن يعرفون الهتاف وبدأت انا بالتصوير للحدث .. ونزل الطلبه من المدرجات والدكاتره نزلوا الينا فى ساحه الجامعه والكل يهتف ووانتهينا عند صلاه العصر وصلى بالناس احد الطلبه الاخوان وصلى صلاة الغائب أيضا .
استمر الهتاف والمظاهره بعد الصلاه .. وانا الحقيقه اكتفيت بذلك لان على ما اعتقد رسالتى وصلت خاصه ان الامن المركز بدأ يستعد خلف أسوار الجامعه والاجهزه الامنيه بدأت الاستنفار .
كنا وقتها أول جامعه خاصه تندد بما يحدث لغزه فى ذلك التوقيت ..واول حدث لجامعه سيناء أصلا .. ان تكون هناك مظاهره فى ساحه الجامعه ..
كنا اول من ندد بحرب غزه فى العريش واستعجب الاهالى وقتها على ما اتذكر الحدث لان معروف ان طلبه الجامعه (مكبرين ) أى دماغهم ليس بها غزه فلسطين اى شئ من هذا ..
ولكن الحمد لله كان لنا السبق فى التعبير عن اهل العريش بتنديدهم لما يحدث لغزه ..
اكتفيت بالقدر الذى شاركت فيه وذهبت لمحاضرتى .. وخرجت من المحاضره وانا ما زلت اطالب بمؤتمر تنديد تحت رعايه كليه اعلام .. وتكلمت مع دكتور على حده .. تكلمت مع كل معيد .. تكلمت مع وكيل الكليه .. حتى كان قرارهم جمعيا بالموافقه واثروا على قرار العميد وتم المؤتمر وبرعايه كليه اعلام ولكن فى الاسبوع التالى للحرب
وكان بالنسبه لى ان اتحدث امام الطلبه والعمداء والطلبه هو امر مرهب لى والحمد لله اخذت ثلاثه ايام فى ان احضر الكلمه ههه حتى اننى اتذكر اننى رفضت ان اتحدث ولكن مع اصرار الجميع وافقت .. والحمد لله وفقت فى ذلك
---
لم تنتهى القصى بعد .. ولم تنتهى الحكايه بعد فا انا لدى الكثير والكثير من الكلام الذى أود ان اقوله ، والذكريات التى حدثت لى ليس بالهينه .. اريد ان اتحدث عن كل شئ حدث لى .. ليس بالجامعه فقط ولكن عند ذهابى الى رفح وبالتحديد الى المعبر
أريد فتح ملفات كثيره
المعونات - المعبر - الامن - الانفاق - الصحفيين
اريد ان اتحدث عن ابو ايوب ذلك الملثم الذى قضيت معه ليله شتاء تحت القصف على الشريط الحدودى .. ماذا كان يعمل ، وماذا فعل عندما رآنى ؟
وماذا فعلت انا ايضا عندما رأيته ؟
عن المعونات التى سرقت .. عن الرشاوى التى يتلقاها الامن .. عن كل شئ حدث لى
ولكن اعذرونى .. عن عدم فتح صدرى لحكايه تلك العناوين المثيره .
لعل الوقت لم يسمح بذلك
أسال الله أن يتقبل منى ذلك ..
----
لمشاهده مظاهره جامعه سيناء ..
ستجدونها على مدونه لسه عايش
على ذلك الرابط
http://lesa-3aish.blogspot.com/2008/12/blog-post_31.html
--
عندما ذهبت جامعه سيناء للتبرع بالدماء فى اول يوم ... مصور .
وماذا حدث فى العريش
http://lesa-3aish.blogspot.com/2008/12/blog-post_27.html

الجمعة، ٣ ديسمبر ٢٠١٠

مقارنه ..!!

هذه الصوره فى مصر ، ولكن مع اختلاف الاشخاص ، أوباما فى مصر وبالتحديد فى مسجد السلطان حسن ، يلبس حذاؤه بنفسه ، والثانى أحمد عز يصلى العيد ولكنه لا يلبس حذاؤه بنفسه ..
الصوره تدل على دلائل كبيره جدا لو تأملنا فيها قليلاً
--

أول ما أحضرنى عندما رأيت هذه الصوره هو مقولة لمارتن لوثر كينج يقول فيها: لن يستطيع أحد أن يركب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا. وهو معنى منطقى يتفق تماما مع حقيقة أن هناك طرفين لهذه العلاقة، وعنهما تنشأ دلالة كبرى.

أما الطرفان فهما صاحب الحذاء وحامل الحذاء، وأما الدلالة فنحن لم نزل نعيش فى القرون الوسطى حيث علاقة السيد بالعبد حتى وإن لم نعد نطلق على العبد عبدا.

هل انحناؤنا (المصطنع فى كثير من الأحيان) أمام رؤسائنا مسألة ثقافية مجتمعية أم هى شخصية فردية؟ أترك الإجابة للقراء الكرام، ولكن أضع بين أيديهم كلام الإمام محمد عبده حين قال إنه شهد فى الغرب إسلاما ولم يجد مسلمين، ورغما عن أننى لا آخذ كلامه بلا تحفظ، لكننى أزعم أننا أصبحنا مجتمعات وارثة للحضارة لكنها فقدت الكثير من أسباب التحضر؛ فقد نمنا فى نور مبادئنا العظيمة واستيقظ غيرنا فى ظلام غيابها، وأضعنا نحن ما جاء به ديننا من قيم نبيلة، واستقرأوا هم الكثير من القيم الإنسانية التى كنا نحن أولى بها. عندهم أخطاء يعيشون فيها ويعمل العقلاء منهم على اجتثاثها، وعندنا خطايا تعيش فينا، ولكن بعضنا يرفض حتى الاعتراف بوجودها.

صلى الله على رسولنا الذى قال: «إن الله أوحى إلىّ أن تواضعوا حتى لا يفخرَ أحد على أحدٍ ولا يبغى أحد على أحد» أخرجه مسلم.